Cyrille Domoraud - Cote d'Ivoire
شكّلت بطولة كأس العالم سنة ٢٠٠٦ التجربة الحلوة المرّة بالنسبة إلى اللّاعب سيريل دومورو الذي قاد منتخبه ساحل العاج إلى تصفيات بطولة العالم التي ينظّمها الاتّحاد الدوليّ لكرة القدم fifa. قاد فريقه إلى تحقيق النجاح للمرّة الأولى في نهائيّات كأس العالم. غير أنّه لم يتمّ اختياره ضمن مجموعة اللاّعبين في المبارتين الأولى والثانية ثمّ في المباراة التي لعب فيها حصل على بطاقة حمراء.
"خاب أملي...لكنّني تقبّلت الأمر وتخطّيته"
قبل دومورو بروح رياضيّة أن يبقى على مقاعد الاحتياط في خلال المبارتين الأولى والثانية من كأس العالم. وقال :"لقد خاب أملي. كلّنا نرغب في أن نكون ضمن التشكيلة الأولى عند البداية". لكنّ المدرّب اتّخذ قراره ولا أكنّ له أيّ مشاعر سلبيّة. لقد تقبّلت الأمر وتخطّيته."
وُلد دومورو في لاكوتا في ساحل العاج لكنّه انتقل إلى فرنسا في سنّ الشباب. كان يلعب في فريق منتخبه الوطنيّ كما أنّ تقدّمه في مهنته أوصله إلى أوروبا. إنضمّ إلى نوادٍ لكرة القدم في إسبانيا وإيطاليا وتركيا وفرنسا- ويتضمّن ذلك أفضل الفرق مثل الإنتر ميلان Inter Milan ومرسيليا Marseille.
يقول دومورو: "أشكر الله فعلاً لأنّه عمل في حياتي. فهو الذي مكّنني من الوصول إلى المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم. أشكره أيضًا على كلّ ما أعطاني إيّاه في حياتي ومهنتي إذ لم يخطر على بالي قط أن أصبح لاعبًا محترفًا. لذلك لا يسعني أن أتساءل 'لماذا يحدث هذا معي، لمَ لا يتمّ اختياري في المباريات، لماذا تجري الأمورعلى هذا أو ذاك النحو؟' كنت بكلّ بساطة مسرورًا بما وصلت إليه."
لمنع التدخّلات الشريرة أو الحظ السيّء تورّط في أعمال السحر
لقد آمن دومورو بالله غير أنّه اعتقد أنّه لمنع التدخّلات الشريرة أو الحظ السيّء في مهنته كان عليه ممارسة أعمال السحر فشارك في احتفالات يقيمها بعض المشعوذين. ويخبر دومورو إنّه كان يرتدي خاتمًا ليحميه من اللّعنات والحوادث والأمور السيّئة كافّة.
"عندما كنت لاعبًا في فريق مارسيليا، تعرّضت مرّة لحادث وتأذّيت. لكنّ شقيقتي صلّت من أجلي وطلبت منّي أن أتخلّص من الخاتم. لم أستطع التخلّص منه حينها إلاّ أنّني في أحد الأيّام، وفيما كنّا نجلس معًا ونتحدّث عن الله قلت لها إنّني أعلم أنّ الله ممسك بشؤون حياتي."
في اليوم التالي تخلّص من باقي الحلي الجالبة للحظ
"فيما كنّا نتكلّم نزعت الخاتم وقلت لشقيقتي:'أعتقد أنّني اليوم مستعد لأحمد الرب الإله وأتخلّى عن أعمال السحر.' وقلت لشقيقتي إنّي في اليوم التالي سأتخلّص من باقي الحلي الجالبة للحظ. وهذا ما حصل. عندها أصبحت مسيحيًّا حقيقيًّا.
عندما كنت أمارس السحر أردت أن أحفظ نفسي لأنّني لم أثق بأنّ الله سيفعل ذلك. لكنّني أعرف الآن أنّ كلّ ما أملكه هو نتيجة عمل الرب في حياتي.
ميراث دومورو - مركز تدريب لأولاد أبيدجان
"الأمر الذي أودّ أن يبقى من بعدي هو مركز التدريب الذي أسّسته". تجدر الإشارة إلى أنّ دومورو يأتي من خلفيّة متواضعة ومع ذلك وصل إلى قيادة فريقه إلى كأس العالم. لذا، عندما أدرك إلى أيّ مدى باركه الله بادر إلى مساعدة الأولاد في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج، عبر تأسيس هذا المركز التدريبيّ.
يتيح المركز للأولاد الذين يأتون غالبًا من الأحياء السيّئة أو من الشارع الحصول على مكان يعيشون فيه كما على الطعام والعلم والتدريب على لعب كرة القدم."
وقد مثّل عشرة أولاد من المركز حتّى الآن، بلدهم في مباريات كرة القدم ضمن فئة العمر الخاصّة بهم. يقول دومورو: "بعون الله قد يستطيع يومًا ما أحد هؤلاء الأولاد الحصول على سيرة مهنيّة شبيهة بسيرتي. وسأكون فخورًا جدًّا بهم."
رسالة للمشاركة
لدى دومورو رسالة يشاركها مع الأولاد في المركز ومع الناس الذين يلتقي بهم: "إذا كنت تضع ثقتك في أيّ أمر غير الله، إقبل نصيحتي بالتخلّي عنه مثلما سبق وفعلت أنا. أُدعُ الله ليدخل إلى حياتك فهو كلّ ما تحتاج إليه."